أنهى 15 ضابطًا من الهيئة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية، بينهم أربع نساء، دورة تدريبية متخصصة في أمن الوثائق، نُظِّمت في مقر الهيئة العامة للمعابر والحدود بمدينة أريحا خلال الفترة من 13 إلى 23 نيسان 2025. الدورة التي ركزت على كشف التزوير في وثائق السفر والهويات، جاءت ضمن برنامج مشترك بين بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في معبر رفح وخبراء من الشرطة العسكرية الملكية الهولندية.
تبارك فريجات، 22 عامًا، كانت واحدة من المشاركات في التدريب، وتشغل حالياً منصب ضابطة في الضابطة الجمركية باستراحة الكرامة. وقالت للصحيفة: "تعلمت الكثير عن منهجيات التحقيق وكيفية المساهمة في حماية أمن الوطن من خلال مكافحة التجارة غير المشروعة والجرائم العابرة للحدود"، مضيفة أن العمل في سلك الشرطة كان حلم طفولتها.
وأضافت أن الدورة كانت شاملة ومراعية للنوع الاجتماعي، مشيدة بمنح المشاركات الفرصة لقيادة النقاشات في أكثر من مناسبة.
تعزيز القدرات في ظل القيود التقنية
تقع استراحة الكرامة في أريحا وتخضع لإشراف السلطة الفلسطينية، وتُعد نقطة العبور الأساسية للمسافرين من الضفة الغربية إلى الأردن. وتشرف الهيئة العامة للمعابر على تنظيم الحركة، بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية. وبعد مغادرة الكرامة، ينتقل المسافرون إلى معبر اللنبي الذي تديره إسرائيل.
وتعتمد إجراءات الرقابة الحالية في محطة الكرامة بشكل رئيسي على التفتيش البصري والتدقيق اليدوي للوثائق، في ظل غياب أنظمة الفحص الإلكترونية المتقدمة. ومع ذلك، ترتبط الحواسيب في المحطة بقاعدة بيانات الخدمة المدنية الوطنية، ما يتيح التحقق من جوازات السفر عبر أرقام الوثائق.
الدورة التدريبية لم تهدف فقط إلى رفع كفاءة المشاركين في كشف الوثائق المزورة، بل سعت أيضًا إلى بناء خبرة محلية مستدامة، حيث خُصصت وحدة إضافية ضمن برنامج "تدريب المدربين" لستة مشاركين من المتميزين.
أنس فخر صدقة، من دائرة العلاقات الدولية في الهيئة، كان من بين المشاركين المختارين، وقال: "كانت تجربة ثرية. تعلمت الكثير عن خصائص أمن الوثائق وأساليب التزوير، والأهم من ذلك، اكتسبت مهارات تدريب الآخرين".
وتندرج هذه الدورة ضمن خطة عمل أوسع لتعزيز قدرات الهيئة العامة للمعابر في مراقبة الحدود ومكافحة التهريب، بدعم من بعثة الاتحاد الأوروبي. وتهدف الخطة إلى بناء نظام فلسطيني حديث لإدارة الحدود يتماشى مع المعايير الدولية.
وقال لوتشيانو كالاتشيورا، خبير الإدارة المتكاملة للحدود وقائد فريق البعثة: "نركز على نقل الخبرات إلى الكوادر الفلسطينية في إدارة الحدود، لضمان بناء منظومة فعّالة ومستدامة"، مشددًا على أن "التحقق السليم من وثائق السفر عنصر أساسي في أمن الحدود".
يُذكر أن نحو 1.7 مليون مسافر استخدموا معبر الكرامة خلال عام 2024، فيما بلغ متوسط عدد المسافرين اليومي منذ بداية 2025 حوالي 4750 مسافرًا.